عندما تجبر عدوك على احترامك وتقديم التحية العسكرية لك، لشجاعتك وبسالتك فأنت قد دونت بطولتك بأحرف من ذهب في صفحات التاريخ، التي لا تعرف سوى الوقائع والحقائق، ولذلك يأتى عيد الشرطة عاما بعد عام، ليفتح من جديد صفحة مضيئة في تاريخ الشرطة المصرية الناصع.
وغدا هو عيد الشرطة الـ 70 ، الذى يأتي تخليدا للمعركة البطولية التي خاضها أفراد الشرطة المصرية في وجه المحتل البريطاني في 25 يناير 1952، عندما رفضت قوات الشرطة بالإسماعيلية ترك أسلحتها والاستسلام للقائد البريطاني الجنرال إكسهام، فأمر بضرب المبنى بالمدافع والدبابات بشكل مكثف، ولكن ذلك لم يفت في عضد وقوة رجال الشرطة وقاوموا حتى أخر رمق، وعندما ساومهم إكسهام المتعجرف مرة أخرى على الاستسلام، لم يجد منهم ردا سوى مواصلة الصمود والتحدى رغم أنهم لا يمتلكون سوى البنادق في مواجهة المدافع والدبابات ونجحوا في قتل 13 وجرح 12 من قوات الاحتلال، حتى نفذت ذخيرتهم واستشهد منهم 56 شهيدا و80 جريحا، فما كان من الجنرال إكسهام سوى الاعتراف ببسالة وبطولة قوات الشرطة المصرية، و قام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم.
ومازال رجال الشرطة على العهد والوعد، يقظة وتضحية وفداء، يحملون أرواحهم على أكفهم في سبيل أن يكون وطنهم مستقر وآمن، يجابهون الأخطار وطيور الظلام، حتى يحافظوا على مكتسبات الوطن ومقدراته.
وكان أمس يوما حافلا، حيث قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بتكريم رجال الشرطة وأثنى علي بطولاتهم وأكد لهم أن مصر تدرك مدى تضحياتهم، وقال والدموع تترقرق في عينيه بعد مشاهدته لأطفال الشهداء من رجال الشرطة أن مصر لا تنسى شهداءها الأبرار، الذين ضحوا بحياتهم لكى تنعم مصر بالأمن والأمان، وقال الرئيس جملته الحكيمة:”إن الغاية الأسمى للدولة، هي المحافظة على بقائها، وحفظ الأمن والأمان لمواطنيها وهذا لن يتأتى، دون وجود جهاز شرطة وطني، واع ومدرك لطبيعة مهمته جيدًا”، كما أكد أن رجال الشرطة والجيش هم الحصن المنيع، لحماية الوطن من كل شر، موجهًا تحية لهم جميعًا، على بطولاتهم وتضحياتهم والتي لولاها، ما كان لمصر أن تسير على طريق التنميـة الشـاملة، التي تنشــدها لشــعـبـها”.
فتحية دائمة ومتواصلة لرجال الشرطة في عيدهم، داعين الله أن يحفظهم من كل سوء ويحفظ مصرنا الغالية من كافة المؤامرات والدسائس والشرور.