دعونا نبدأ حديثنا بسؤال مهم جدًا، بماذا كنت تشعر وأنت تشاهد هذه البانوراما المصرية؟، كيف كان حال قلبك حين شاهدت مصر تحتضن العالم في منتدى الشباب ويرفع كل شاب علم بلاده دون خوفٍ أو ذُعرٍ أو شعور بإرهاب؟، كيف رأت مصر؟ وكيف كان يبدو لك إحساسك بهذا المشهد؟
إذا كان قلبك سليمًا فإن خاطرك سيصاب بالتعب والعجز في التعبير عن تلك الفرحة والسعادة والفخر والكبرياء الذين غمروه أثناء مشاهدة هذه المشاهد، وإن كان في قلبك مرض ستكون أيضًا تائهًا غير قادر على التعبير هل أن حقًا فخور بما يحدث وتحاول كتمانه من أجل مرضك؟ أم أن شيطانك مازال يراوضك ويضللك عن الحقيقة التي أمامك.
على كل حالٍ لا يهم، فمصر العظيمة المؤمنة، أدى إليها العالم التحية، وانحنى طواعية وجبرًا لهذه العظمة، الآن مصر تقول للعالم نجحت فيما عجزتم عنه جميعًا، نجحت أن أوحد بينكم، ولطالما كنتم تتحدون ضدي، ولطالما كنتم تحاولون النيل مني، ولكني الآن بعد أن دحرت مخططات محاولات إسقاطي، وبعدما جمعتكم هنا، واطمأن قلبكم على أرضي، وسكنت السعادة والبهجة ملامحكم، أعطيكم درسًا جديدًا.
إنكم إذ فشلتم ونال الوباء منكم، إنكم إذ فشلتم وهزمتكم الأزمات الاقتصادية، إنكم إذ فشلتم ووصل الإرهاب بيوتكم، إنكم إذ فشلتم وعرف الفقر طريقكم، إنكم إذ فشلتم وانقلبت التكنولوجيا على أعقابكم، ها أنا ذا مصر الحضارة وأم الأمم أرحب بكم على أرضي الطاهرة لأعلمكم أصول كيف تكون الوحدة؟، وكيف يكون التماسك؟، وكيف يكون الصمود في مواجهة الأزمات؟، وكيف يكون العالم يدًا واحدة من أجل السلام والاستقرار وتحقيق التنمية؟
لقد شاهد العالم مصر في بانوراما حقيقية ليست من محي الخيال، ولا إخراج سينمائي، وفتحت ذراعيها لحوار تفاعلي واحد مفتوح، لتبقى مصر قيمة وقامة، المكان والمكانة، تصنع التاريخ وتعلو على أكتاف المخلصين وأصحاب الهمم تعلو فوق القمم.
إن منتدى شباب العالم 2022 في نسخته الرابعة هو رسائل السلام لكل شعوب العالم، وتقرب وجهات النظر بين الشباب من مختلف الدول، وتبادل للثقافات والحضارات والإبداعات والتكنولوجيا، صنع من العالم قرية صغيرة يتواصل فيها الجميع دون تمييز أو تفرقة وحتى دون النظر إلى بُعد المسافات، فهو الملتقى الجامع، ولا يسعنا إلا أن نقول للعالم بصوت العزة والفخر “نورتوا أرض التاريخ والسلام”.