هيثم السيد، مؤسس مشروع عربية الحواديت الذي أسس مشروعه لتشجيع المواطنين في الأرياف على القراءة بتوزيع الكتب عليهم مجانًا.
يروي هيثم السيد قصة والدته التي تعشق القراءة والكتابة ويهيم قلبها باللغة العربية.
يقول مؤسس عربية الحواديت إن والدته لم تكمل التعليم بعد الشهادة الإعدادية، وذلك بسبب مدرس اللغة الإنجليزية الذي جعلها تهرب من المدرسة وتلفظ التعليم، مشيرًا إلى أنها رغم ذلك تحب اللغة العربية وتهيم بها عشقًا.
فوالدة مؤسس عربية الحواديت مازالت تحفظ النصوص والأدب منذ المرحلة الابتدائية وبالتشكيل الصحيح حتى يومنا هذا، تُحب أن تسطر حروفًا بخط الرقعة وتنتهز الفرص لتخط بخطها وتعزف في أي مكان، حتى أنها تعزف بأناملها الحروف على سيارة ابنها المغمور زجاجها بالتراب حتى تُلفت نظر ولدها وتُذكره بأنه يهمل سيارته ويترك عليها الغبار يعكرها جمالها.
عشقها للغة العربية جعلها تحب الحكايات وعلى وصفها كانت “بتلبد” في عمها الفنان المُلحن الراحل سيد إسماعيل، الذي كان “حكواتي” عظيم وكان يجوب في الموالد مع الدراويش ومجاذيب الأضرحة يسمع أساطيرهم وحكاويهم التي لا تنتهي.
يقول هيثم إن والدته أكثر من جلست مع سيد إسماعيل، وأكثر من جابت معه الموالد وهي صغيرة وسمعت منه ومن المداحين والمنشدين حكاوي مالهاش أول ولا آخر، وفيما بعد كانت تسقينا الحكايات دي حكاية حكاية.
وروى أنه اشترى نسختين من كتاب الكاتب والأديب عمر طاهر “صنايعية مصر ج2″، نسخة له ونسخة لأبيه، وقرأ أول حكاية من الكتاب “حكاية محمود سعد الدين الطاهري” صنايعي الكولديرات ومؤسس صناعة التكييف في مصر، ثم ترك لأبيه الكتاب، ومن كثرة شغفه بالحكاية والتي كانت تستمع إليها والدته كالأطفال، وأثناء عودته في تمام الـ 11 وجدها تجلس على الكنب الخشب في الشمس على طرف الأرض المزروع فيها الفول، وترتدي نظارها وتستكمل حكاوي عمر طاهر حتى أنها وصلت إلى حكاية “محمد غانم صنايعي الكوتشيات”.. أمي بتصبح علي عمر طاهر.
هكذا هي والدة مؤسس مشروع عربية الحواديت التي تركت التعليم بسبب مدرس اللغة الإنجليزية، لكن ما زالت اللغة العربية تسكنها.