على مدار أكثر من 7 سنوات تقريبًا، وتبذل الدولة المصرية جهودًا حثيثة لتوفير كل ما يلزم لصالح الوطن المواطن، حاملة على عاتقها مسئولية الأمن والسلامة ليس فقط في مجال الحروب، ولكن أيضًا على مستوى البناء والتنمية، ولعل من أبرز الخطوات التي خطت بها مصر في هذا المجال هو ما أطلقته من مبادرات رئاسية تحت شعار “حياة كريمة” بهدف بناء الإنسان المصري بناءً سليمًا.
وفي مجال الصحة، قدمت الدولة المصرية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي هدية مصر للعالم، بوضع خريطة لعلاج الأمراض المزمنة والتي تسهم في الارتقاء بالمجتمعات من خلال الاهتمام بتحسين صحة المصريين من كافة الجوانب والتي كان أهمها تطوير المنظومة الصحية والعمل على تقديم خدمات أفضل للمواطنين، بعد أن عانى المواطن المصري لأكثر من 30 عاما من تدنى المنظومة الصحية بمختلف قطاعاتها.
ونجحت الدولة في تطوير وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطن عند توجهه لتلقى الرعاية الصحية بالمستشفيات والمنشآت الصحية الحكومية، ليس ذلك فقط بل عمل على تطوير وتحسين العنصر البشر من الكوادر الطبية، وكذلك تقديم كافة سبل الخدمات للمواطن من مبادرات، تحسين وتطوير مستشفيات، صناعة أدوية، إنشاء مستشفيات جديدة، وغيرها من الخدمات التي كان الغرض الرئيسي منها أن يلاقى المواطن المصري خدمة صحية جيدة.
100 مليون صحة بـ 14.2 مليار جنيه
وأُطلقت حزمة من المبادرات الرئاسية في مجال الصحة حتى تصبح مصر خالية من الأمراض تماما، وذلك تحت شعار “100 مليون صحة”، ووصلت تكلفتها لنحو أكثر من 14.2 مليار جنيه، إذ قدمت الخدمة الطبية لأكثر من 90 مليون مواطن، لتساهم بشكل كبير في تحسين المؤشرات الصحية للدولة المصرية.
مبادرات الصحة لصالح المواطن
كانت مبادرة 100 مليون صحة هي نقطة البداية، ثم انطلقت المبادرات نحو الكشف المبكر عن الأنيميا والسمنة والتقزم لطلاب المدارس، والاكتشاف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع، ومبادرة القضاء على فيروس سي والكشف عن الأمراض غير السارية، علاج مليون إفريقي من فيروس سي، ودعم صحة المرأة للكشف المبكر عن سرطان الثدي، ومبادرة إنهاء قوائم الانتظار ومنع تراكم قوائم جديدة، ومبادرة متابعة وعلاج الأمراض المزمنة والكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي، ومبادرة نور حياة، ومبادرة سلامة قلبك، ومبادرة التوعية بأضرار الإدمان بقرى حياة كريمة، ومبادرة الكشف المبكر عن الإعاقة، ومبادرة متابعة حالات العزل المنزلي لمرضى فيروس كورونا المستجد، ومبادرة المستشفيات النموذجية للنهوض بالخدمات الصحية لغير القادرين.
واستطاعت هذه المبادرات أن تشمل أكثر من 70 مليون مواطن بالرعاية الكاملة، حيث حصل على مستوى جيد من الخدمات الصحية والطبية، كما كان لتلك المبادرات تلك المبادرات دور اجتماعي مهم كنواة لتطبيق التأمين الصحي الشامل بكل محافظة والذى يستهدف تقديم الخدمة الطبية بالمجان لكل المواطنين.
أمراض تنتظر القطار
بحسب خبراء ومتخصصين فإن ما قامت به الدولة المصرية والقيادة السياسية يُعد نموذجًا يحتذى به أمام العالم، من خلال مشروع علاجي عملاق يهتم بالمواطن الذي هو عماد المجتمع وثروته، ما يسهم في تقدم البلاد على كل المستويات بفضل البناء والتنمية التي تأتي نتيجة طبيعية لأمة معافاة من الأمراض.
وأشار المتخصصون إلى أنه رغم نجاح هذه المبادرات الضخمة، إلا أن هناك عدد من الأمراض الخطيرة والمزمنة بحاجة كبيرة إلى أن تكون ضمن مظلة المبادرات الرئاسية وجهود الدولة المصرية للتصدي إليها ومجابهتها وضمان حياة كريمة سليمة للمواطن المصري.
علاج القدم السكري
تقول الدكتور إيرين سعيد عضو لجنة شئون الصحة في مجلس النواب لـ “البوابة الإخبارية نيوز جيت” إن علاج القدم السكري يجب أن يحظى بكثير من الاهتمام ويكون من أولويات المبادرات الرئاسية، فهو إحدى الأمراض الخطيرة التي تنتج عن مضاعفات مرض السكر وقد تودي إلى بتر ساق المريض الذي لا يدرك أهمية الاهتمام بنفسه وبحذر، إذ يمكن أن يصيب نفسه نتيجة نظافته الشخصية وعند قيامته بتنظيف قدمه مثلًا أو جرح نفسه جرحًا غير مقصود فيتعرض للتلوث مما يودي إلى بتر ساقه.
طلب إحاطة لتوفير تمريض خاص بمرضى السكر
شددت عضو لجنة شئون الصحة في مجلس النواب، على أن تدني المستوى الثقافي للمريض هو العامل الأساسي في التسبب في الإصابة والوصول إلى هذه الحالة، مشيرة إلى أنها تقدمت بطلب إحاطة لدعم المستشفيات الحكومية والمركزية بفريق تمريض يكون وظيفته هو الاهتمام بنظافة مرضى السكري والاهتمام والرعاية بهم لتفادي هذه الحوادث، إلا أنها فوجئت برد يشير إلى تخرج 36 ممرضة دفعة معهد السكر في القاهرة، وهي نسبة لا تُذكر للعمل على حل المشكلة.
وأشارت النائبة إيرين سعيد إلى الإهمال في هذا المرض لا يعني فقط أن يفقد المريض ساقه أو قدمه، وإنما يعني تحميل الدولة عبئًا جديدًا إذ يُحوّل هؤلاء على نسبة الإعاقة المطلوب توفير كفالة لازمة لها.
مبادرة علاج الأمراض المناعية
طالبت النائبة إيرين سعيد عضو مجلس النواب في حديثها لـ “البوابة الإخبارية نيوز جيت” بضرورة أن تحظى الأمراض المناعية أيضًا بجانب كبير من الاهتمام ضمن المبادرات الرئاسية في مجال الصحة، والتي تحتاج إلى علاج بخلايا جذعية ذات تكلفة عالية، خاصة بالنسبة للأطفال.
أمراض الروماتيزم
لفتت النائبة أيضًا إلى أن الأمراض الروماتيزمية أيضًا من بين الأمراض التي تحتاج إلى شمولها بمبادرة رئاسية، والمتعلقة في الأغلب بالأمراض الجينية، وتحتاج إلى مظلة من قبل الدولة المصرية للاهتمام بها، مشيرة إلى أنه تم تقديم طلب إحاطة أيضًا لتكون هناك مبادرة ترعى توفير المستلزمات الطبية داخل المستشفيات والمنشآت الصحية بما يضمن خدمة متكاملة للمواطن، ويخدم مشروع الدولة في بناء الإنسان المصري.
أمراض القلب وهشهشة العظام والمفاصل
من جانبه يقول الدكتور أيمن خلّاف مدير مستشفى الهلال الأحمر، في حديثه لـ”البوابة الإخبارية نيوز جيت” إن المبادرات الرئاسية كشفت حرص الدولة على الاهتمام بصحة وسلامة المواطن المصري، ونجحت نجاحًا كبيرًا في مواجهة عدد من أخطر وأكثر الأمراض المزمنة انتشارًا بين صفوف المواطنين، وتكاد تكون في كل بيت وأسرة تقريبًا.
وأوضح مدير مستشفى الهلال الأحمر أن من أهم تلك الأمراض وأكثرها وأوسعها انتشارا هي أمراض الضغط والسكر والقلب والمفاصل وهشهشة والسمنة المفرطة، والمتعلقة أغلبها بسوء التغذية، مشيرًا إلى أنه على الرغم من أن الدولة المصرية أولت اهتمامًا بهذه الأمراض إلى أنها مازالت تحتل المرتبة الأولى من حيث الانتشار والخطورة.
حملات توعية
أشار خلّاف إلى أهمية أن تكون هناك مبادرات توعوية للمواطنين من خلال وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية وعبر وسائل الدعاية المتنوعة وفي الشوارع وحملات طرق الأبواب بشكل مستمر ومن خلال الندوات التثقيفية في النوادي وقصور الثقافة وغيرها، لتكون أكثر انتشارًا لتوعية المواطنين بخطر هذه الأمراض وشراستها، والتي غالبًا تكون هي سبب أي أمراض أخرى.
وتابع: على الرغم أن هذه الأمراض شملتها المبادرات الرئاسية إلا أن الاهتمام بها لم يستمر طويلًا، خاصة وأن المجتمع مازال في حاجة إلى توعية كبيرة، لذا كان يجب أن تستمر وتستمر بالتوازي مع حملات التوعية لمجابهة خطر وشراهة هذه الأمراض التي تحتاج إلى أكثر من حملة ومبادرة واحدة.
السرطانات والثقافة الغذائية
يؤكد الدكتور مصطفى عبد العزيز رئيس اللجنة العلمية في مستشفى الهرم وأستاذ أمراض الباطنة والكلى في جامعة 6 أكتوبر لـ “البوابة الإخبارية نيوز جيت” أن أمراض القلب والأزمات القلبية والكوليسترول وغياب الثقافة الغذائية هي العامل الأول في انتشار الأمراض المستعصية وسبب حدوث الأورام والسرطانات.
وأضاف عبد العزيز أنه رغم أن الدولة المصرية أحرزت تقدمًا كبيرًا من خلال المبادرات الرئاسية في مجال الأمراض المزمنة مقارنة بالماضي، لكن الحقيقة أن عدد السكان بات أضعاف الأضعاف، لذا مجابهة المرض وحده لا يكفي بدون تبني حملات وعي جيدة من أجل وقف نزيف الأمراض المزمنة والخطيرة والمنتشرة في صفوف المواطنين.
