إذا حكمنا من خلال الأفعال وليس الأقوال، إذن أوروبا ككل غير قادرة على معالجة الخلاف الروسي الأوكراني، المتصعد بأقصي سرعة على مدار الساعات الماضية، بما يوحي بأننا نواجه حربًا مقبلة وصفها البعض بالحرب العالمية الثالثة.
وبدلاً من الفعل، نجد أن الولايات المتحدة تصدر بيانات وتحذيرات فقط، دون أي خطوة حقيقة على التصعيد الروسي الخطير، والقصف دون النظر لهم بعين الشفقة، وعليه فبينما كانت الآمال معلقة على الأوروبيين للمساعدة في ترشيد المواقف الأمريكية، اتضح أن أوروبا نفسها في أزمة ، لأنها غير قادرة على الاضطلاع بدور فعال في تخفيف التوتر.
ما دامت أوروبا لا تستطيع منع حرب على أراضيها، فإننا نواجه عجزًا أوروبيًا، مما يعني أن هناك أزمة دولية حقيقية، تستفيد منها الصين وحدها، حيث لا يستطيع الروس الحفاظ على طموحاتهم العسكرية والسياسي، لكن من الصعب استدامتها.
ويبقي السؤال مطروحًا، ما رد الروس على العقوبات المحتملة بعد غزو أوكرانيا؟؟، والتي من المتوقع أن تكون غير مسبوقة في نطاقها، علمًا بأن رئيس الولايات المتحدة، لديه حاجة ملحة ليكون صرامًا مع نظيره فلاديميروفيتش بوتين؛ خاصة بعد الانسحاب من أفغانستان، والقلق من ازدِهار قوة الصين في آسيا، من الصعب الإجابة أو تخيل رد روسيا بعد فرض واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون العقوبات.