تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الجمعة، أعمال إنشاء محور حسب الله الكفراوي الذي يربط بين جنوب القاهرة منطقة المعادي، بمناطق واحياء شرق القاهرة والتجمع مروراً بالكباري الجديدة أعلى الطريق الدائري ومحور الشهيد، وصولاً للقاهرة الجديدة عبر محور المشير محمد فهمي.
وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الجولة التفقدية للرئيس السيسي، تضمنت عدداً من مشروعات تطوير القاهرة الكبرى وما تتضمنه من طرق ومحاور وكباري، فضلاً عن مشروع “الماظة بارك” لتطوير منطقة الموقف السابق للنقل الجماعي وتحويل المنطقة إلى مقصد ترفيهي حديث ومتكامل الخدمات.
وحرص الرئيس على التوقف أثناء الجولة التفقدية ليناقش العاملين والمسئولين في مواقع العمل المختلفة بشأن تفاصيل الخطوات التنفيذية الجارية، خاصة أعلي كوبري تقاطع منطقة زهراء المعادي مع الأوتوستراد، موجها بسرعة انتهاء الأعمال قبيل حلول شهر رمضان المعظم.
السيسي يوجه بتعزيز جهود رفع كفاءة الطرق والمحاور المرورية في القاهرة
واجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع اللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني، واللواء أ.ح إيهاب الفار رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، واللواء أشرف العربي رئيس المكتب الاستشاري للهيئة الهندسية، واللواء أيمن سليمان مساعد رئيس الهيئة الهندسية للتسليح، والعميد عبد العزيز الفقي مساعد رئيس الهيئة الهندسية لتصميمات الطرق، والمهندس محمد طلعت، الاستشاري بمشروع مسجد مصر.
وصرح السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بأن الاجتماع تناول “متابعة الموقف التنفيذي لعدد من مشروعات الهيئة الهندسية على مستوى الجمهورية”.
رفع كفاءة الطرق والمحاور المرورية
وتم في هذا الإطار استعراض جهود تطوير الطرق والمحاور بغرب القاهرة، سواء من خلال توسعة المحاور الحالية أو إنشاء محاور جديدة، بما فيها إنشاء محور موازي لمحور 26 يوليو بطول 12 كم، لتتكامل مع ما تم من تطوير بشرق القاهرة، وذلك في إطار العمل على حل مشكلة الاختناقات المرورية بالقاهرة الكبرى.
ووجه الرئيس بتعزيز جهود تطوير ورفع كفاءة الطرق والمحاور المرورية بمختلف المناطق في القاهرة الكبرى، تحقيقاً لسهولة ويسر الحركة للمواطنين من مرتادي تلك الطرق والمحاور، وللقضاء على الاختناقات المرورية وحل مشكلة التكدسات، وذلك في إطار خطة الدولة لتطوير وتحديث شبكة الطرق والمحاور المرورية بالقاهرة الكبرى، بما فيها من خلال رفع كفاءة المحاور الرئيسية التي تربط شرق القاهرة بغربها، فضلاً عن تطوير منظومة الطرق والمحاور بمنطقة غرب القاهرة الكبرى، وذلك تكاملاً مع ما تم في منطقة شرق القاهرة، بهدف التخفيف على المواطنين بمنطقة غرب القاهرة والتي تعاني من كثافات واختناقات مرورية شديدة.
الموقف الإنشائي والهندسي
كما تم استعراض الموقف الإنشائي والهندسي لعدد من المنشآت بالعاصمة الإدارية الجديدة، خاصةً مسجد مصر، والتصميمات الهندسية للجداريات والقاعات به، لاسيما قاعة “دار القرآن الكريم”، فضلاً عن عرض الموقف التنفيذي لكلٍ من ساحة الشعب وساري العلم، وكذلك القيادة الاستراتيجية.
كما تناول الاجتماع سير العمل بعدد من المشروعات القومية على مستوى الجمهورية، لاسيما مدينة الجلالة وما تضمه من مناطق ترفيهية وسياحية، وكذلك الموقف التنفيذي للبنية الأساسية لمشروعات استصلاح الأراضي في منطقة جنوب الوادي بتوشكى.
كما تم استعراض جهود تطوير البنية الأساسية لمدينة شرم الشيخ استعداداً لاستضافة القمة العالمية للمناخ في شهر نوفمبر من العام الجاري، فضلاً عن عملية التطوير الجارية بمنطقة الرويسات في شرم الشيخ، بما فيها رفع كفاءة التجمعات السكنية والبدوية بالمنطقة، حيث وجه الرئيس بالعمل على أن يتم تطوير تلك المنطقة بشكل متكامل لصالح السكان، بحيث تتضمن مباني خدمات إدارية شاملة على أعلى مستوى.
كلمة الرئيس السيسي فى المنتدى العالمى للتعافى من جائحة كورونا
وقدم الرئيس عبد السيسي الشكر لمنظمة العمل الدولية، على تنظيم الجلسة الرابعة للمنتدى العالمى للتعافى من جائحة كورونا، الحدث المهم الذي يجمع بين رؤساء الدول والحكومات، بوصفهم المسئولين عن صياغة وتنفيذ سياسات دولهم الوطنية وبين قادة عددٍ من أهم المنظمات والبنوك ومؤسسات التمويل الدولية، الذين تساهم شراكتهم مع الحكومات، في صياغة التوجهات العالمية لشتى القضايا الدولية، التي تهمنا وتؤثر على شعوبنا ومستقبلنا، فضلًا عمن ممثلي العمال وأصحاب الأعمال، والذين يضطلعون بدور بالغ الأهمية، في عالم أصبحنا ندرك فيه جميعًا حجم التداخل بين الأزمات الدولية المختلفة، ومدى التأثير الواسع لها على كافة مناحي الحياة”.
وأشار الرئيس السيسى، أنه من هذا المنطلق،حرصت على أن أشارك معكم اليوم، في هذا الحوار المهم حول التعافي من الجائحة ومستقبل النظام الدولي في عالمٍ جديدٍ، أخذٍ في التشكل أمامنا يومًا بعد يومٍ.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن مصر استطاعت تجاوز الكثير من تبعات أزمة كورونا على مدار العامين الماضيين، من خلال سياسات مالية واقتصادية واجتماعية، أثبتت نجاحها وفاعليتها، مؤكدًا أن الدولة المصرية تبذل في الوقت الراهن، جهودًا شهدت لها مختلف الأطراف الدولية مكنتنا من تحقيق معدلات نموٍ إيجابيةٍ، رغم كافة الصعاب التي واجهناها، ولانزال وساهمت في إيجاد حالة من الاستقرار والثقة الدولية، في قدرة الاقتصاد المصري على الصمود وامتصاص الأزمات وتجاوزها.
وأضاف الرئيس السيسى أن مصر استطاعت أيضًا رغم الأزمة، أن تنفذ مبادرات طموحة، لرفع مستوى معيشة المواطن في الريف والمناطق الأكثر احتياجًا، من خلال مبادرة “حياة كريمة”، ومد شبكة الضمان الاجتماعي لمئات الآلاف من الأسر، من خلال برنامج “تكافل وكرامة” مما ساهم في تخفيف عبء الجائحة فضلًا عما تبذله مصر من جهود لتعزيز الشمول المالي، ودمج الاقتصاد غير الرسمي والرقمنة.
وأضاف الرئيس السيسى: “فبعد أكثر من عامين، على بداية أزمةٍ دوليةٍ عصفت بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وتجاوزت في تأثيرها أكثر أزمات العالم فداحةً، أظنكم ستتفقون معي، أن أي محاولاتٍ للتغلب على تداعيات تلك الأزمة، لابد وأن يكون الإنسان محورها الرئيسي، فلقد كانت جائحة “كورونا – ولا تزال – أزمةً إنسانيةً بوجه عام، لا أزمة صحية فقط أو اقتصادية أو اجتماعية فحسب”.
وشدد الرئيس السيسى على أن الصراحة تقتضي منا، التسليم بأن تلك الأزمة قد كشفت بشكل جلي، عن مواطن ضعف ببعض جوانب المنظومة الدولية، يتعين علينا التوقف عندها وبحثها، بغية إيجاد حلول فعالة للتغلب عليها؛ مضيفًا:”ولهذا؛ فأود أن يكون حديثي معكم اليوم، حول مستقبل النظام الدولي خلال السنوات القادمة، وقدرته على الاستجابة للأزمات العالمية الطارئة، وتبعاتها متعددة الأبعاد”.
وطرح الرئيس السيسى مجموعة من التساؤلات منها: هل يمكن لنا تحمل تبعات استمرار وجود نحو 61٪، من قوة العمل في العالم في عداد الاقتصاد غير الرسمي فضلًا عن افتقار نحو “٤” مليارات إنسان للضمان الاجتماعي؟، وإذا كانت الإجابة بلا، وأظنها كذلك، فيصبح التساؤل المنطقي الثاني: ” هـل لـدينا القدرة على الخروج – جماعيًا – من الأزمة والتطلع إلى مستقبل أفضل”؟ .. وإذا كانت الإجابة نعم، وأظنّنا نريدها كذلك فأي طريق نسلك؟ .. هل نستمر على السياسات القديمة، أم نحاول البحث عن سياسات جديدة؟”
وقال الرئيس السيسى: “واسمحوا لى أيضًا، أن أضع أمامكم، عددًا من النقاط التى قد تساهم فى النقاش، حول هذه التساؤلات: أولًا – إننا وقد اتفقنا على صعوبة الاستمرار على الوضع الحالى، فعلينا أن نتفق كذلك، على أنه لا خروج من هذه الأزمة، دون سياسات متكاملة، وآليات فاعلة لتنفيذها وقدرة مالية على ذلك، وتلك التحديات ستجد الكثير من الدول النامية والأقل نموًا، صعوبات جمة في تجاوزها.
ثانيًا – إن التعافي من الأزمة ممكن، إذا توافرت الإرادة الدولية الصادقة، والتزمت جميع الأطراف بمبـدأ تقاسـم الأعباء والمسئوليات، في إطـار من الشراكة الدولية الحقيقية، ذات الآليات الواضحة والمسئوليات المحددة.
ثالثًا- إن إعادة ترتيب الأولويات، التي عادة ما تصاحب مراحل ما بعد الأزمات، لابد ألا تنتهي بنا إلى مسارات متباينة، يكون من شأنها عرقلة مساعينا الجماعية، لبلوغ أهداف التنمية المستدامة، أو إضعاف الثقة التي وضعناها جميعًا في هذه الأهداف وآليات تنفيذها، بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
رابعًا- أهمية دور المؤسسات والمنظمات الدولية، في صياغة سياسات للعمل، تستطيع إيجاد حلول لمشكلات اجتماعية تنشأ وتتطور بسرعة، بشكل ربما يتجاوز قدرة المنظومة الدولية الحالية، على مواكبتها والتكيف معها.
وأشار الرئيس السيسى إلى محورية ما تقوم به منظمة العمل الدولية في هذا السياق، خاصةً” النداء العالمي للتعافي الشامل والمستدام”، الذي أقره مؤتمر العمل الدولي في عام ٢٠٢١، ليكون منهاج عمل واضحًا لكافة الأطراف، في سبيل تحقيق تعاف شامل ومستدام محوره الإنسان.
وأوضح الرئيس السيسى أن أزمة المناخ العالمية وتبعاتها السلبية، ألقت بدون شك، بظلالها على جهود دولنا في التعافي من الجائحة، وتجاوز تأثيراتها المتعددة، خاصة في الدول النامية ، وتابع الرئيس : وعلى الرغم من ذلك فإن عالمنا اليوم، لا يملك رفاهية الانتظار، أو التقاعس عن القيام بالجهد المطلوب، لمواجهة تغير المناخ ودرء آثاره.
وأضاف الرئيس السيسى : “ومن ثم، فإنني أؤكد مجددًا، على ضرورة إيجاد السبل الكفيلة، بتمكين الدول النامية من الوفاء بالتزاماتها، ورفع طموح عملها المناخي، وفقًا لاتفاق “باريس” دون الإخلال بمبادئ الإنصاف وعدالة الانتقال مع توفير الحماية الاجتماعية، ودعم جهود تحقيق التنمية والقضاء على الفقر.
وتابع الرئيس السيسى : “وإن ذلك لن يأتي، دون توفير بيئة دولية مواتية، تساهم في حشد التمويل اللازم للدول النامية، لدعم جهودها لمواجهة تغير المناخ والتكيف مع أثاره، وبناء القدرة على تحملها مع وضع التعهدات موضع التنفيذ، وتقليص الفجوات التي يواجهها عمل المناخ الدولي، على كافة الأصعدة. . وهذا ما هو بعض ما نصبو الى تحقيقه، خلال رئاسة مصر لقمة المناخ القادمة، في شرم الشيخ نهاية العام الجاري، وسنعمل مع كافة الأطراف بحياد وشفافية، في سبيل ذلك”.
وعبر الرئيس السيسى عن تطلعه لتلقي الخلاصات والنتائج التي ستصدر عن المنتدى والتي ستعكس النقاشات والمداولات القيمة التي دارت خلاله.
وقال الرئيس:” وإنني لعلى ثقةٍ، أنها ستساهم في تعزيز فهمنا، لحجم وأبعاد المشكلة العالمية التي نواجهها، وسبل المضي قدمًا، نحو إيجاد حلولٍ ناجعةٍ لها، تحقق تطلعات شعوبنا وآمالها المشروعة”.