وجهت الكاتبة الصحفية نشوى الحوفي رسالة عاجلة للحكومة المصرية وعلى رأسها رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ووزراء التعليم والتعليم العالي والثقافة والفنون ونقابة المهن التمثيلية، بسبب فيلم أصحاب ولا أعز الذي أثار حالة كبيرة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام القليلة الماضية بعد عرضه على منصة نيتفلكس.
وأكدت الكاتبة الصحفية نشوى الحوفي في تدوينة لها عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أن فيلم أصحاب ولا أعز يحمل رسائل مهمة للغاية، على رأسها أن تطوير التعليم لا يتم بطرح مناهج جديدة أو تكنولوجيا تدريب وامتحانات فقط، وإنما يحتاج إلى تدريب الفنون كالموسيقي والسينما والنقد والرسم للطلاب بالمعنى الحقيقي للكلمة، والذي لا يتحقق دون ميزانية وأدوات وشخصيات بارزة تحاضر للطلاب في الفصول وتعلمهم جمال الفنون وكيفية رفض القُبح أيًا كان مصدره.
وأضافت نشوى الحوفي أن تطوير التعليم ليس قاصرًا على التعليم ما قبل الجامعي، ولكن في الجامعات يجب أن يمارس الطلاب الفنون ويعيشون تفاصيلها، حتى نساعدهم على تفتح عقولهم بمحاضرات في النقد، ونستمع لآرائهم في الأعمال الفنية أيًا كان المجال أو التأثير، يجب السماع إليهم والتطلع إلى لغاتهم الجديدة.
وأوضحت أنه يمكن التغاضي في المجتمع عن الأفلام الهابطة أو السيئة عندما يكون المجتمع محمي ثقافيًا قادر على نفض القبح والاختيار، ومسنود على تنوع ثقافي في كل ماركز وقرى ونجوع مصر بقوافل فنية حقيقية فيها النجوم تجوب المحافظات كقطار الخير الذي كان على قمته قمم الفن يجولون به مصر حتى يجمعوا تبرعات ويكونوا قدوة للناس.
ولفتت إلى تحذير الفنان أشرف ذكي نقيب المهن التمثيلية من محاولات إرهاب تطال من الفنانين لمجرد أن المجتمع رفض فيلم يستبيح قيمه وتقاليده.. سائلة: هو الرأي إرهاب؟، وهل الاحتفاء بفيلم راقٍ يحتوي على رسالة ويناقش قضية أو ظاهرة سلبية لكن باحترام، يكون ذلك إرهابًا؟، مشيرة إلى أن المجتمع رفض التطرف في الدين واستغلال قيم المجتمع، وهذا ليس إرهابًا، متسائلة: لماذا عندما يتم الاحتفاء بعمل جميل، نكون جمهور واعٍ وعندما يتم رفض عمل رخيص يُطل علينا لفظ “متخلفين”؟.
وأكدت الحوفي أن الفن رسالة والتعليم والثقافة سياسة وتربية مجتمعات، وبناء الإنسان وحماية وعيه وتهذيب أخلاقه لها أدوات وليس مجرد كلمات، نصفق لكل جميل ونفرح به، ولكن في زمن يتفرض علينا فيه أفكار وثقافات وفنون تهدم الدولة والدين وبدون رقابة لأنها تأتي من الخارج، فهذا يتطلب التكاتف لنعلم الناس ثقافة الجمال والقدرة على رفض القبح، وعندما يتحقق ذلك حينها يمكن عدم الاهتمام بما تُقدمه نيتفيلكس.