الأزهر الشريف قد تجاوز الألف عام ولا يزال شابا فتيا يصارع الزمان وسيبقى الازهر منارة التاريخ والحضارة، فمنذ أن افتتحه جوهر الصقلي في السابع من رمضان ٣٦١هجرية عام ٩٨٢ ميلادية ومنذ ذلك التاريخ وهو مهوى أفئدة أهل العلم وطلابه ومنهل طالبي المعرفة وعشاقها منذ القدم حيث كان اهل العلم يفاخرون بالتدريس فيه ويفدون اليه من الأندلس والمغرب اعتزازا بنيل كرسي من كراسيه وكأنه الباب لسجل تاريخ العلماء، وشيخ الأزهر هو شيخ الإسلام والأزهر هو الهرم الرابع ثقافيا وفكريا، تخرج منه بعض الرؤساء في دول شرق آسيا . والأزهر كما قال عنه المفكر الإسلامي خالد محمد خالد رحمه الله بأنه ليس جامعا وجامعة فقط وإنما هو شمس تضيء للعالم، فالأزهر هو من علم الناس فن الحوار وأدب الحوار وأدب المناظرة وللأسف نجد بعض الإعلاميين السطحيين والمتشدقين بالثقافة والمهرولين خلف الحداثة والكارهين للتراث ووسائل الإعلام الرخيصة التي لا هم لها سوى أحداث البلبلة في المجتمع تسبون الازهر والشيخ والمشيخة. وشيخ الأزهر الدكتور الطيب هو اسم على مسمى هو عالم ذو عقل ناضج وأدب رفيع ويجمع بين العلم والحلم درس الفلسفة في فرنسا فهو فيلسوف قبل أن يكون شيخا معمما وهو العالم الزاهد الحاصل على أعلى الشهادات.رجل مترفع عن الدنايا والصغائر خدم الأزهر بإخلاص ويعد أحد الشموس السامقة التي بزغت في سماء الازهر الشريف .
من المعلوم أن الأزهر وشيخه كان لهما دور وطني وسياسي كبير، فكانا فى طليعة المقاومين ضد الاحتلال الفرنسي وضد الإنجليز وكذلك كان لهما دور بارز وكبير فى الصراع العربى الإسرائيلى، إن الأزهر باعتباره جامع وبه ثالث أقدم جامعة فى العالم بعد الزيتونة والقيروان هو المسؤول عن حماية وحدة عنصرى الأمة كما أن الجيش مسؤول عن تأمين حدود الدولة ولأن الأزهر يملك العلم والذخيرة الفكرية وصحيح الدين فهو الوحيد المؤهل ليتصدر المشهد والفتوى وله فى نفوس الناس الكثير من التقدير والتبجيل وهو أكبر مؤسسة واجهت الإرهاب
واخيرا سيظل الأزهر منارة وقلعة وصخرة صلبة عتية تتحطم عليها امال المرجفين والموتورين والحاقدين والمتطرفين وسيظل الأزهر منبر الإسلام الذى سجل للتاريخ اروع صفحات المجد والفخار فى الدفاع والذود عن الإسلام والإنسانية جمعاء ،لقد ظل الازهر المعين الصافي لعلوم الشريعة واللغة وغيرها وسيظل بإذن الله عذب المذاق لن يدانيه في العالم قدما وعطاءا جامع او جامعة فهو الجامعة الوحيدة الممتدة لقرون ، كما أنه تفرد بالحفاظ على العلوم العربية والشرعية وصان التراث الإسلامي وحماه على مر القرون فكان بذلك قبلة العالمين ومقصد الدارسين وكان له أثره البالغ في الارتقاء بالمجتمعين العربي والإسلامي
وسيبقى الازهر دوما الحصن الذى نحتمى به عند الشدائد يمرض لكنه لا يموت