ثارت الدنيا ولم تهدأ، من ثانية عرض فيلم أصحاب ولا أعز، والمأخوذ نصًا من النسخة الأجنبية perfect stranger، وشاركت في النسخة العربية منه الفنانة المصرية الرائعة والذكية منى زكي، وإياد نصار، وغيرهم من الفنانين.
في مشهد واحد فقط، خلعت منى زكي قطعة من ملابسها الداخلية، قبل خروجها مع زوجها إياد نصار، فضلًا عن لفظين يعتبرهما المجتمع خارجين، واكتشاف الأصحاب أن صديق لهم مثلي، وخيانة بين الأزواج، كل هذه المشاهد جاءت في قطعة فنية واحدة رئاها البعض خارجة عن الآداب والتقاليد.
تعفف وتأفف.. اعتراض وشجب ونهر، اشمئزاز وشعور بالقرف ظهر على وجوه النقاد والجمهور في الوطن العربي، وكأن منى زكي وفريق الفيلم أتى بجديد لم يكن موجودا في هذا الكون، وكأنها مشاهد ومقاطع لم تظهر في هذه الدنيا من قبل، ألفاظ وكلمات لم تراها “يا حرام!” شاشات السينما والتلفزيون في الوطن العربي.
لعلمك.. الأمر ليس وليد اللحظة ولا شيئًا جديدًا في خبايا مجتماعتنا العربية، ويحدث ويتكرر ربما في جزءًا كبيرًا من المنازل وبين ربما أزواج عدة، مئات الأخبار نراها تحمل كوارث عدة بين اليوم والآخر، ولكن لماذا تثورون اليوم؟
الأمر ليس وليد اللحظة على المجتمع العربي فقط، بل ليس وليد اللحظة على منى زكي نفسها، والتي لم يهدأ التصفيق لها منذ انتهاء مسلسلها “لعبة نيوتن”، والتي ظهرت من خلاله في أكثر من مشهد بقميص نوم وملابس داخلية مختلفة، وأثارت من خلاله قضية “الاغتصاب الزوجي” لأول مرة، ما جعل المجتمع ينفجر ويعترف بوجود هذه القضية بالفعل من قبل الأزواج، وربما أعطت درسًا حتى لا يتكرر “الاغتصاب الزوجي” مرة أخرى.
وحدث ولا حرج.. عن دور منى زكي في “إحكي يا شهرزاد”، بل عشرات المشاهد الخارجة عن “الزوق السينمائي” كما تصفونه من قبل رحاب الجمل ومحمد رمضان وغيرهم.
لا تنكر.. أن هناك آلاف المشاهد والمقاطع والأفكار والملابس مرت على السينما المصرية والعربية، كانت أكثر بمراحل من هذا السوء الذي تقول عليه في فيلم أصحاب ولا أعز، ولكن لماذا تعترضون الآن على ملابس منى زكي الداخلية؟!
الفن.. في هذا الدور، لم يكن مقصد منى زكي الأول والأخير، ربما كان الولوج إلى العالمية، من بوابة عالمية عرض عليها العمل netfilex، إلا ولما ذا غابت كل هذا الفترة عن الأدوار المثيرة للجدل بهذا الشكل الصريح، خاصة وأن السوق مليء بمثل هذه السيناريوهات.
لا أؤمن.. بأن الفن ليس له سقف، وأنه لا يجب أن يقييد بالدين أو المجتمع، ولا أخفي لك سرًا لا أتمنى أن تشاهد ابنتي مثل هذه المشاهد في ذات يوم، وفي داخلي كرهت العمل وكرهت الفنانة والفنانين المشاركين.
كلي قناعة.. بأن الإنسان سيحاسب على كل حرف يخرج من فمه ويشارك به، ولكن من فضلك اقترح لي حلًا يدق ناقوس الخطر مثل ما فعلت منى زكي في الكثير والكثير من أفلامها وجعلت البعض يفكر مائة مرة قبل أن يفعل الجريمة أو الفعل الشنيع؟!