على الرغم من طغيان السياسة على المشهد الافغاني منذ استيلاء حركة طالبان على السلطة في كابول، يبقى الوضع الانساني هو الاقوى تاثيرا، في ظل العديد من القصص التي تزامنت مع هروب الاف الافغان من بلادهم هربا من النظام الجدي
وتعد قصة الرضيع سهيل أحمدى أحد أبرز القصص في هذا الاطار، حيث فقده والديه، إثر قيامهم بتسليمه لجندى أمريكي، لحظة الهروب نظرا للزحام الشديد على بوابات المطار على ان يتسلموه مجددا بعد دخولهم، الا ان ذلك لم يحدث، بسبب عدم قدرتهم على الوصول للجندى مرة أخرى، فسافر الوالدان للولايات المتحدة لتبدا مع وصولهما رحلة البحث عن الابن الضال.
وبعد أسابيع طويلة من البحث، التأم شمل الرضيع بأقاربه في كابول، عقب العثور عليه بعد فقدانه في اغسطس الماضي.
وفي أعقاب تقارير نشرتها وكالات انباء عالمية، مع صور الطفل المفقود، تم تحديد مكانه في كابول حيث عثر عليه سائق سيارة أجرة يدعى حامد صافي (29 سنة) في المطار وأخذه إلى بيته لتربيته.
وخلال البلبلة التي صاحبت عملية الإجلاء من أفغانستان أثناء الصيف، كان ميرزا علي أحمدي والد الطفل الذي عمل حارسا أمنيا بالسفارة الأمريكية، وزوجته ثريا يخشيان، أن ينسحق ابنهم في الزحام أثناء اقترابهم من بوابات المطار في طريقهم لاستقلال طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة.
قال والد الطفل في أوائل نوفمبر إنه سلم سهيل بدافع الشعور باليأس في ذلك اليوم عبر سياج المطار، إلى جندي أميريكي فيما يعتقد، وهو يتوقع تماما أنه سيتمكن من اجتياز الأمتار الخمسة الباقية حتى البوابة لاستعادته.
في تلك اللحظة دفعت قوات طالبان المتجمهرين إلى الوراء لتمر نصف ساعة أخرى قبل أن يتمكن أحمدي وزوجته وأطفالهما الأربعة الآخرون من الدخول، لكنهم لم يعثروا للطفل الرضيع على أثر.
وأضاف إنه بحث باستماته عن ابنه داخل المطار، ورجح له المسؤولون إن يكون قد نُقل بالفعل إلى خارج البلاد على رحلة منفصلة، ومن الممكن أن يلحق بالأسرة فيما بعد.
وأجلي بقية أفراد الأسرة وانتهى بها الحال في النهاية في قاعدة عسكرية بولاية تكساس، ومرت شهور من دون أن تعرف الأسرة شيئا عن مصير ابنها.
وقال والدا الرضيع لـ”رويترز” إن الفرحة غمرتهما عندما تمكنا من رؤيته، ومشاهدة التئام الشمل بالعائلة عبر مكالمة بالفيديو.
والآن يأمل أحمدي وزوجته وأطفالهما أن يتم قريبا نقل سهيل للعيش معهم في الولايات المتحدة، بعد أن تمكنوا في أوائل ديسمبر من الانتقال من القاعدة العسكرية للإقامة بشقة في ميتشجان