فولوديمير زيلنيسكي تمكن من اعتلاء عرش الرئاسة في أوكرانيا رغم غياب الخلفية السياسية، حيث كان يعمل كممثل، أبرز أدواره كان فيه رئيسا مثاليا لبلاده، لتختلط الاوراق بين السياسة بوجهها الحقيقي، والدور الذى قام به، في أوراق الاقتراع، فتحول المسلسل إلى حقيقة، واصبح الممثل رئيسا في مرحلة ربما تكون الأخطر في تاريخ بلاده.
المسلسل، والذى حمل عنوان “خادم الشعب”، حظى بجماهيرية كبيرة إلى حد اختيار البطل زيلنيسكي، ليكون رئيسا بالفعل في الحفيقة، لتتحقق النبؤة الأولى، والتي دارت حول تمرد شعبي على الساسة، ليختار المواطنون “واحد من الناس” ليكون على رأس السلطة.
ولكن النبؤات لم تقتصر على اعتلاء زيلنيسكي عرش أوكرانيا، وانما امتدت إلى العديد من المشاهد التى طغت على حقبته، وأولها رفضه لابتزاز الرئيس السابق دونالد ترامب الذى سعى إلى فضح صفقات تتعلق بنجل منافسه جو بايدن آنذاك، في أوكرانيا، حيث أشار المسلسل في جزء منه فكرة التحرر من الضغوط التي تمارسها واشنطن على بلاده منذ استقلالها عن الاتحاد السوفيتي مقابل دعمهم للبقاء في السلطة.
الأزمة الراهنة مع روسيا لم تكون بعيدة عن أحداث المسلسل، ففي أحد المشاهد، يتجول الرئيس في شوارع كييف دون أن يجد أحدا في الشوارع، فقد فر السكان، ويذهب إلى المطار ليشاهد آخر طائرة تغارد المطار.
المشهد كان بمثابة نبؤة أخرى لما سوف تدور حوله الأمور مع إجلاء الاف الاجانب من البلاد، بينما يحاول المواطنون الهروب للنجاة بأنفسهم من حرب مرتقبة.
ورصدت مواقع تتبع الطائرات مغادرة نحو 20 طائرة خاصة أوكرانيا يوم 13 فبراير الجاري متجهة إلى الدول الغربية، وهو رقم لم يسجل منذ نحو ست سنوات على الأقل.
ويدور المسلسل حول أستاذ التاريخ في المدرسة الثانوية فاسيل بتروفيتش هولوبورودكو (يجسد شخصيته زيلينسكي)، الذي يصبح فجأة رئيسا لأوكرانيا.
ويحاول فاسيل أن يعيش حياة عادية بدون كل “امتيازات الرئيس”، ويعمل بجد لبناء دولة جديدة، وخلال ذلك يحارب جيش البيروقراطيين الفاسدين والمخادعين.