حديث متتالي عن احتمالات غزو روسى لأوكرانيا، في ظل معركة محتدمة بين الغرب وموسكو حول قضية الضمانات الأمنية، وعلى رأسها تمدد حلف الناتو إلى أوروبا الشرقية، مما دفع إلى اشتباكات كلامية وتهديدات متبادلة، ربما تمتد إلى معركة عسكرية في المستقبل القريب.
ولكن الملاحظة البارزة التي يمكن التقاطها في خضم الاشتباكات الكلامية، هي ارتباك الغرب في تشخيص الأزمة الأوكرانية، عبر الحديث عن الغزو أحيانا، في الوقت الذى يتحدثون فيه عن انقلاب محتمل في أحيان أخرى.
ففي تصريح لها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك إن الانقلاب على النظام الأوكراني أمرا واردا للغاية.. ولكن كيف تدير روسيا مثل هذه الخطوة؟
في عام 2014، تدخلت موسكو على خط الازمة الاوكرانية بعد الاطاحة بالرئيس فيكتور يانكوفيتش، الموالي لها، عبر ضم شبه جزيرة القرم،حيث تمت العملية بواسطة جنود ارتدوا ملابس مغايرة لزى الجيش الروسي، حيث انكرت موسكو تبعيتهم لها في بداية الأمر، ولكن بعد ذلك أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن هناك قوات روسية في القرم.
الارتباك الغربي في التنبؤ بالتحرك الروسي سواء بالغزو أو الانقلاب تجلى في تصريحات الوزيرة الألمانية، والتى أكدت أنها ليست متأكدة من السيناريو الروسي في أوكرانيا، لتضع احتمالا ثالثا حول إمكانية شن هجوم إلكتروني.